نظرة عامة على المناطير، خصائصها ومجالات استخدامها
عادةً ما يرتبط المنظار في الطفولة بالبحر، المغامرات، وأعمال الأبطال الشجعان من القباطنة، وبالتالي يحيط به جو من الرومانسية والسفر. غير أنَّ في العالم البالغ، تكون استخدامات المنظار واسعة جدًا، وبالتالي تختلف أنواع المناطير بشكل كبير.
المنظار، في جوهره، هو جهاز يساعد على مراقبة أشياء بعيدة معتمدًا على استخدام أنبوبين بصريين يتيحان المراقبة بكلا العينين في الوقت نفسه. ونتيجة لذلك، على عكس التلسكوب الذي يؤدي نفس الوظيفة في الأساس، يتمكن الشخص من الحصول على صورة ثلاثية الأبعاد مكتملة.
مواصفات وخصائص المناطير الحديثة
كما ذُكر مسبقًا، يمكن وصف المنظار بشكل مبسط بأنه عبارة عن أنبوبين يزيدان من تكبير الصورة متصلين معًا. ولكن إذا كنت تنوي اختيار منظار بشكل جدي، فعليك الانتباه للعديد من المعايير التي تلعب دورًا مهمًا في استخدام هذه الأداة البصرية. هذه المعايير تحتاج إلى توضيح أوسع.
العدسات المنكسرة (البرزمات)
بفضل هذه العدسات، تتكون الصورة. وتتوفر منظومات العدسات المنكسرة في المناطير بنوعين: النوع التقليدي المعروف باسم عدسات بورّو والنظام ذو التصميم المتوازي المعروف بـ نظام الرووف (roof).
عدسات بورّو يمكن التعرف عليها بسهولة - حيث أن المناظير التي تستخدم هذا النظام تتميز بشكل أنابيب يشبه مخروطين متوازيين مع محاور متباعدة، وذلك لأن المسافة بين العدسات أكبر من المسافة بين العدسات العينية. المناظير المجهزة بنظام عدسات بورّو من جهة تكون أكبر حجمًا، ولكنها تقدم جودة أعلى للصورة مقارنة بنظام الرووف.
أما النظام الثاني ذو العدسات المنكسرة الموازية والمُسمى رووف (roof) يجعل العدسات الأمامية والعينية للمنظار تقعان على نفس المحور. هذا التصميم يُسهم في جعل الجهاز أكثر إحكامًا، ولكنه للأسف يأتي على حساب جودة الصورة أو زيادة التكلفة.
عند سوء الأحوال الجوية، من الأفضل البقاء في المنزل ومشاهدة أفلام عن متسلقي الجبال . لقد جمعنا لكم قائمة بأفضل هذه الأفلام مخصوص.
الرياضة الجديدة للتسلية “السلاكلين” تغزو العالم بسرعة. تعرف على سرها هنا عبر مقالتنا.
تكبير المنظار
تشير نسبة التكبير إلى مدى قرب الكائن المُراقب في الصورة مقارنة بالواقع. تمتلك المناطير التقليدية تكبيرًا يصل إلى 8-10 مرات، وهو ما يجعل الكائن ثابتًا بدرجة تكفي لتحديد تفاصيله بسهولة.
ولكن عند زيادة التكبير إلى أكثر من 10 مرات، يصبح استخدام المنظار بيديك أقل فعالية بسبب الحساسية العالية، حيث يؤثر أي اهتزاز بسيط على الصورة.
في هذه الحالات، يفضل استخدام المنظار مع حامل ثلاثي القوائم أو أي قاعدة ثابتة. كما أن الوزن الكبير والحجم والتكلفة لهذه المناطير تجعلها أقل عملية للاستخدام اليومي، حيث إن التكبير من 6 إلى 8 مرات يعد كافيًا تمامًا للملاحظات الميدانية العادية.
بالإضافة إلى التكبير الثابت في المناطير، تأتي بعض النماذج مزوّدة بإمكانية تعديل التكبير بمستويات مختلفة. وتتبع هذه الخاصية آلية مشابهة للزوم الرقمي أو الميكانيكي كما هو الحال في الكاميرات. عادةً يتم تحديد هذا المعيار في اسم النموذج باستخدام كلمة زوم (zoom)، والتي تعني التكبير المتغير. بعد الكلمة يظهر مدى التكبير بتنسيق مثل 8-24، حيث يشير الرقم الأول إلى التكبير الأدنى والرقم الثاني إلى التكبير الأعلى.
قطر العدسة الأمامية
هذا المعيار يحدد قوة الإضاءة في المنظار. فكلما زاد القطر، زادت الإضاءة التي يمكن للعدسة جمعها، مما يجعل الصورة أكثر سطوعًا. يكون هذا مهمًا للغاية لمن ينوون استخدام المنظار في أوقات الغروب أو في الليل.
عادةً يتم الإشارة إلى قطر العدسة الأمامية مباشرة بعد نسبة التكبير في تصنيف النماذج، ويفصل بينهما حرف «x». على سبيل المثال، منظار بمواصفات 8x40 يعني تكبيرًا ثابتًا قدره 8 مرات، وقطر العدسة الأمامية 40 ملم.
قطر بؤرة العدسة الخلفية
منظار الصيد
يعد هذا أحد المعايير المهمة الأخرى عند اختيار المنظار. إنه يمثل بشكل عام قُطر الشعاع الضوئي الذي يصل مباشرة إلى بؤبؤ المراقب. يتم حساب حجمه بناءً على نسبة قطر العدسة الأمامية إلى التكبير. لذلك، مع وجود تكبيرات مختلفة وأقطار متساوية للعدسة الأمامية، يمكن للمناظير أن تقدم صورًا مختلفة تمامًا من حيث السطوع.
في النهار، عندما يكون بؤبؤ العين البشرية صغيرًا، يكفي استخدام منظار بقطر شعاع دخول حوالي 2.5 ملم للحصول على صورة مشرقة ومفصلة. أما في الملاحظات المسائية، حيث تتمدد بؤبؤ العين بسبب الظلام، فيجب أن يكون هذا المعيار أعلى.
ومع ذلك، يجب أن تتذكر أن بؤبؤ العين لدى الإنسان السليم يتوسع بحد أقصى إلى 7 ملم، لذا فإن المناظير ذات القطر الأكبر لشعاع الدخول لن تكون فعالة في هذه الحالة – العين ببساطة لن تتمكن من رؤية الفرق في الصورة.
سطوع المنظار يرتبط ارتباطاً وثيقاً بهذه المعايير السابقة. تحدد درجة السطوع كمية الإضاءة التي تصل إلى العين بعد انبثاقها من المنظار، حيث تفقد الصورة بعضاً من سطوعها الحقيقي أثناء مرورها عبر العدسات. يتم حساب السطوع عن طريق تربيع قطر شعاع الدخول.
فيديو عن القفز بالمظلات لمحبي الرياضات الجوية، يمكنك مشاهدة فيديو عن القفز بالمظلات على الصفحة الخاصة بهذا النوع من التحديات.
قفز البانجي، القفز بالحبال، القفز الأساسي… تعرف على المزيد من أنواع القفز في الفجوات اقرأ هنا .
إذا كنت مهتماً بالتسلق الجبلي وأنواعه المختلفة، يمكنك القراءة عبر هذا الرابط .
نظام التركيز
هذا معيار آخر يؤثر على جودة الصورة. أهمية وجوده تكمن في أن رؤية الإنسان فريدة وتتطلب ضبط الأداة البصرية حسب كل حالة. يتميز المنظار بنظام تركيز مركزي أو فردي. في النظام المركزي، يتم تغيير التركيز لكلا العدستين باستخدام عجلة واحدة مشتركة. في التركيز الفردي، يتم ضبط كل عدسة بشكل مستقل لتناسب عين المراقب.
يُعَد التركيز الفردي مفيدًا للأشخاص الذين يرتدون نظارات ذات قوى بصرية مختلفة.
الصمود ضد الصدمات ومقاومة الماء
بجانب المعايير التقنية الأساسية، بجودة تصنيع المنظار أهمية كبيرة، وخاصةً أن هذه الأدوات غالبًا ما تُستَخدم في الظروف القاسية مثل الصيد، الصيد البحري، الترحال والسفر. وبالتالي، يجب أن يتحمل المنظار الصدمات، السقوط، والاهتزازات.
منظار Steiner Skipper 7x50 K مع بوصلة داخلية
ينبغي أن تكون سطحية المنظار مصنوعة من مواد خاصة تمنعه من الانزلاق من اليد أثناء الاستخدام.
تستحق مناظير مقاومة الماء اهتماماً خاصًا – فهي مفيدة ليس فقط في الرحلات البحرية، بل أيضاً تحت المطر، مع تأثير تكثف البخار أو الماء العارض. كما تمتلئ المناظير الجيدة أحياناً بغازات مثل النيتروجين الجاف أو الأرجون لمنع تكثف العدسات من الداخل عند تقلبات درجة الحرارة المفاجئة.
بحسب تضافر تلك الخصائص، يتم تصنيف المناظير حسب مجال استخدامها، وهذا يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند اختيار هذه الأداة.
أنواع المناظير
تُصَنَّف المناظير العصرية، حسب الغرض من استخدامها، إلى الأنواع التالية:
المناظير الفلكية تتيح المراقبة ليس فقط للأجسام الأرضية ولكن أيضًا للأجرام السماوية. السمة المميزة لها هي وزنها الكبير، لذا يصبح من الصعب استخدامها بدون حامل ثلاثي. لكنها تعتبر بديلاً كاملاً للتلسكوبات لأن تكبيرها يتجاوز 15 مرة.
مناظير بحرية – تقريبا جميع نماذج هذا النوع تحتوي على تعبئة بغاز النيتروجين أو الأرجون وجسم مقاوم للماء مصنوع من مواد غير قابلة للغرق. يكون تكبيرها عادة بين 7 إلى 10 مرات، وعادة ما تشمل البوصلة ونظام التركيز الفردي ضمن مميزاتها الإضافية.
استعراض بالدراجات الرباعية يمكن لعشاق المغامرة بالموتوسيكلات قراءة مقالتنا عن التجوال بالدراجات الرباعية أو المركبات المخصصة لجميع الأراضي.
بين الرياضات الحديثة، يحتل “رولرسيرف” مكانة مرموقة. إذا كنت لا تعرف ما هو انتقل عبر الرابط لمعرفة المزيد.
المناظير العسكرية مصممة للاستخدام في الظروف الصعبة، ولذلك تتميز بقدرة تحمل الصدمات ومقاومة للماء وكذلك الإضاءة الخلفية. تختلف أحجام النماذج، ولكنها نادراً ما تكون ذات تكبير عالٍ – إذ لا تكون هناك حاجة لذلك في الظروف الميدانية. فهي خيار جيد للمحترفين العسكريين وعشاق الأسلحة النارية، الصيد، وصيد الأسماك.
منظار Minox BN 7x50 DCM مع محدد مدى مدمج مناظير الصيد الخاصة تجمع غالباً بين أفضل مزايا الطرازين العسكري والبحري – حيث تتطلب الصيد ظروفًا قاسية مثل تقلبات درجة الحرارة والرطوبة والبيئة العدائية. لذلك تُصنع مناظير الصيد عادة من الألمنيوم أو خليط الدوراليوم، وتُغطى بالمطاط وتُملأ بغاز الأرجون لمنع تكثف العدسات من الداخل.
مناظير السياحة تركز بشكل أساسي على الحجم الصغير - لأن كل غرام له قيمته عند تعبئة حقيبة الرحلات. عادة ما تُصنع هذه النماذج من البلاستيك، ويبلغ وزنها حتى 500 غرام، ومغطاة بطبقة حماية مطاطية. هذه النماذج ليست مخصصة للرؤية بعيدة المدى - حيث يبلغ الحد الأقصى للتكبير فيها 8 مرات فقط.
المناظير المدمجة – نوع منفصل من الأجهزة البصرية للمراقبة. يمكن أن توفر هذه النماذج تكبيرًا يتراوح بين 4 و14 مرة، وتستخدم غالبًا نظام السقف (roof-system). تُستخدم في المسابقات الرياضية، علم الطيور، السفر، وعروض السيارات والدراجات النارية. بفضل خصائصها الفنية ووزنها الخفيف، يمكن أن تكون هدية رائعة للأطفال.
مناظير الرؤية الليلية عادة ما تكون كبيرة الحجم. يزيد وزنها عن 1 كيلوغرام ومزودة بحامل ثلاثي الأرجل. تُستخدم بشكل رئيسي في صيد السمك الليلي والصيد البري.
كما يتبين من الوصف أعلاه، تتميز المناظير بتنوع مذهل. كل عام يزداد السوق بنماذج جديدة مزودة بعدسات محسّنة، وحماية وتصاميم متطورة. في ظل هذا التنوع الواسع، يمكن لأي شخص العثور على النموذج المفضل لديه الذي يناسب احتياجاته.
وبالتالي، بمجرد أن يصبح لديك فهم واضح للغرض الذي تحتاج إليه المنظار، فإن اختياره لن يمثل أي صعوبة سواء لنفسك أو كهدية للصياد، أو السائح، أو الصياد البحري، أو حتى لشخص محب للاستكشاف.